منتدي الاستاذ الدكتور خالد الفخراني
psychological studies

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الاستاذ الدكتور خالد الفخراني
psychological studies
منتدي الاستاذ الدكتور خالد الفخراني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي الاستاذ الدكتور خالد الفخراني

الاهتمام بالدراسات النفسية

علاج الاضطرابات النفسيه،صعوبات التعلم ،الادمان،امراض التخاطب العنوان طنطا ش المديريه امام ينبع للسياحه
دورات في التخاطب وصعوبات التعلم والقياس النفسي والارشاد النفسي تليفون 0403417942 موبايل :0164299322

مجلة علمية محكمة تصدر بصفة دورية كل ثلاثة أشهر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» اهلا بكم
العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء I_icon_minitimeالأحد يوليو 18, 2021 8:38 am من طرف Admin

» عناصر مهمة في الإرشاد والعلاج النفسي
العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء I_icon_minitimeالجمعة يوليو 16, 2021 7:43 am من طرف Admin

» المرونة الدماغية والكوارث الطبيعية (أزمة كيوفيد 19)
العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2020 6:58 am من طرف Admin

» Effectiveness of Psychological training Program to improve some SociaL Skills using Group play in Children of Attention Deficit Hyperactivity Disorder
العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 21, 2018 1:08 pm من طرف Admin

» Different Methods of Psychological Stress for families of Martyrs of the war in the light of Different Psychological Variables (Psychological Hardness- Life Orientation - Religious Faith)
العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 06, 2018 12:07 pm من طرف Admin

»  Psychological stress Causing postpartum depression
العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء I_icon_minitimeالخميس يوليو 26, 2018 6:17 am من طرف Admin

» سيكولوجية المرأة
العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء I_icon_minitimeالخميس يونيو 28, 2018 8:47 am من طرف ام ابراهيم

» التزاحم السكاني وعلاقته بالسلوك العدواني والتوكيدي لدى الأطفال
العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 08, 2015 9:02 am من طرف بن رجيل محمد

» الذاكرة وانواعها والنسيان وعلاجه
العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 02, 2015 8:58 am من طرف Admin

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء Empty العنف كرد فعل لإساءة معاملة النشء الخميس فبراير 11, 2010 9:51 am

Admin

Admin
Admin
Admin

ورقة عمل مقدمه
من
الأستاذ الدكتور
خالد ابراهيم الفخراني
رئيس قسم علم النفس
كلية الأداب جامعة طنطا
مقدمه
تعتبر ظاهرة العنف من الظواهر القديمة في المجتمعات الإنسانية, فهي قديمة قدم الإنسان الذي يعرف الكائن الاجتماعي ويعيش في وسط يؤثر فيه ويتأثر به, إلا أن أسبابه ومظاهره وأشكاله تطورت وتنوعت بأنواع جديدة .ولقد سادت أشكال القتل والتعذيب على مر العصور.(العنف السياسي, والعنف الديني, والعنف الأسرى) الذي تنوع وانقسم هو أيضاً إلى:-
العنف ضد المرأة و العنف ضد الأطفال و العنف ضد المسنين.
ومن أهم التعريفات :-
التعريف اللغوي:
بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به, وهو ضد الرفق, وأُعنف الشيء: أي أخذه بشدة, والتعنيف هو التقريع واللوم “.
التعريف الديني:
عرف الأمام السرخسي الإكراه بأنه"فعل يفعله المرء بغيره، فينتفي به رضاه أو يفسد به اختياره.ويرى الفقهاء في مذهب الإمام أحمد بن حنبل أن الإكراه يقتضي شيئاً من العذاب مثل الضرب والحنق والكسر وما أشبه.
التعريف الفلسفى :
" العنف مضاد للرفق , ومرادف للشدة والقسوة , والعنيف هو المتصف بالعنف , فكل فعل شديد يخالف طبيعة الشيء ويكون مفروضاً عليه من خارج فهو بمعنى ما فعل عنيف ".
وقد عرف (اليوسف ، وآخرون)1425هـ العنف العائلي
"أي إعتداء أو إساءة حسية أو معنوية أو جنسية أو بدنية أو نفسية من أحد أفراد الأسرة أو الأقارب أو العاملين في نطاقها تجاه فرد آخر (الزوجة ،الأطفال، المسنيين، الخدم) يكون فيه تهديد لحياته وصحته (البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية) وماله(ممتلكاته) وعرضه".
التعريف النفسي
العنف: هو سلوك يستهدف إلحاق الأذى بالآخرين أو الأخر أو ممتلكاتهم.(هدى,2006م, ص 62)، أو هوهو انتهاكاً للشخصية بمعني انه تعد على الآخر، او إنكاره ،أو تجاهله، مادياً أو معنوياً. (باربارا ويتمر،2007 ص.36)
الجريمه
هي فعل يحرمة القانون و الجريمة نسبية (العسوي ،ص 22 )،وترتبط بالسلوك غير الاخلاقى او انها السلوك الذى ينتهى بالحاق الضرر بالمجتمع ،أوهو استيجابات لافراد فشلو فى توافقهم مع انفسهم و مع المجتمع الذى يعيشون فيه ( غيث، و اخرون، 1979).
العوامل المرتبطة بجرائم العنف
«يمكن تقسيم الدوافع التي يندفع الفرد بمقتضاها نحو العنف إلى ثلاثة أقسام هي:
العوامل الذاتية:
وهي العوامل التي تنبع من ذات الإنسان ونفسه والتي تقوده نحو العنف ويمكن أن تقسم إلى قسمين:
أ ـ العوامل الذاتية التي تكونت في نفس الإنسان نتيجة ظروف خارجية من قبل الإهمال وسوء المعاملة والعنف الذي تعرض له الإنسان منذ طفولته إلى غيرها من الظروف التي ترافق الإنسان والتي أكدت إلى تراكم نوازع نفسية مختلفه، وتمخضت بعقد نفسية قادت في النهاية إلى التعويض عن الظروف السابقة الذكر باللجوء إلى العنف.حيث أثبتت الدراسات الحديثة بأن الطفل الذي يتعرض للعنف إبان فترة طفولته يكون أكثر ميلاً نحو استخدام العنف من ذلك الطفل الذي لم يتعرض للعنف فترة طفولته. ويتمثل العنف الذي يتعرض له الطفل في ابسط معانيه في الاهمال؛ الذي يمكن تعريفه بأنه ذلك النمط من سوء المعامله الذي يعبر عن الفشل في توفير الرعاية المناسبه لعمر الطفل كالمسكن، والملبس، والغذاء والتعليم والتوجيه والرعايه الطبيه وغيرها من الاحتياجات الأسريهالضروريه لتنمية القدرات الجسدية والعقليه والعاطفيه. (اسيري،2004،ص:53 ) فالوالدين اللذين يمارسون الاهمال لا يقدمون الرعاية والتقبل لأبنائهم ،وكذلك لايحاولون التحكم بسلوكهم، كما أنهم يوفرون الحد الأدنى من الحاجات الجسدية والعاطفية ويحاولون التقليل من الوقت الذى يقضونه مع أبنائهم ويتجنبون ان تكون لهم علاقات عاطفية معهم ،فيترك الطفل دون توجيه الى ما يجب ان يقوم به ،وما ينبغي عليه تجنبه، وقد يؤدي الى نمو اتجاه سلبي لديه، واذا وصل الأمر الى درجة الاهمال الشديد فقد يؤدي ذلك الى الاضطراب الاجتماعي والانفعالي عند الطفل ،الدوافع التي يحملها الإنسان منذ تكوينه والتي نشأت نتيجة سلوكيات مخالفة للشرع كان الآباء قد اقترفوها مما انعكس أثر تكوينها على الطفل. ويمكن إدراج العامل الوراثي ضمن هذه الدوافع. .((Kail,2001,p:20
الدوافع الاقتصادية:
هذه الدوافع تشترك معها ضروب العنف الأخرى مع العنف الأسري إلا أن الاختلاف بينهما يكون في الأهداف التي ترمي من وراء العنف بدافع اقتصادي ففي محيط الأسرة لا يروم الأب للحصول على منافع اقتصادية من وراء استخدامه العنف إزاء أسرته، وإنما يكون ذلك تعريفاً لشحنة الخيبة والفقر الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب نحو الأسرة أما في غير العنف الأسري فإن الهدف من وراء استخدام العنف إنما هو الحصول على النفع المادي.


الدوافع الاجتماعية:
يتمثل هذا النوع من الدوافع في العادات والتقاليد التي اعتادها هذا المجتمع والتي تتطلب من الرجل – حسب مقتضيات هذه التقاليد قدراً من الرجولة بحيث لا يتوسل في قيادة أسرته بغير العنف والقوة وذلك أنهما المقياس الذي يمكن من خلاله معرفة المقدار الذي يتصف به الإنسان من الرجولة، وإلا فهو ساقط من عند الرجال.
وهذا النوع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع على درجة الثقافة الأسرية ،فكلما كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة والوعي، وكلما تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم في المجتمعات الراقية، وعلى العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المتدنية، إذ تختلف درجة تأثير هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات».(عبد المحسن، 2006،ص 14، 15).«كما يحدد البعض أسباب العف الموجه نحو الأطفال بأنها ذات جذور قديمة نابعة من مشكلات سابقة أو عنف سابق سواءً من قبل الآباء أو أحد أفراد العائلة، أما الأثر الحاضر فتكون جذوره مشكلة حالية على سبيل المثال فقدان الزوج أو الأب لعمله، قد يدفعه لممارسة العنف على أولاده وبالتالي فإن الشخص الذي ينحدر من أسرة مارس أحد أفرادها العنف عليه ففي أغلب الأحيان، فإنه سوف يمارس الدور نفسه لذا فمن الضروري معرفة شكل علاقة الأم المعتدية على أبنائها بوالدتها في صغرها. وفي الغالب تكون تعرضت هي نفسها للعنف لذا فبالنسبة لها تعتقد أن ما تقوم به من عنف تجاه أولادها هو أمر عادي كونه مورس عليها ومن حقها اليوم أن تفعل الشيء نفسه، وهناك سبب آخر يتمثل في عدم إمكانية الأم وبالتأقلم مع مجتمع غريب عنها فإذا كانت الأم غير متأقلمة فهي لا تستطيع التأقلم مع المجتمع الجديد وتتحول حياتهم إلى كتلة من الضغوط النفيسة والاجتماعية وتتحول إلى ممارسة العنف كونها لا تستطيع أن تعبر عن حزنها وغمها فتفجر الأزمة في أولادها، وفي غالبية الأمر يكون الضحية الطفل البكر,وفي بعض الحالات يتجه عنف الأم إلى ابنه محددة، لأن حماتها تخص تلك البنت بمودة كبيرة، في حين لا تكون الأم على وفاق مع حماتها فتصب جام غضبها على هذه الفتاة».(Al- ala F@hotmil . com)
العنف الأسري:
هو أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود علاقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة، وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانة كل فرد من أفراد الأسرة، وفقاً لما يمليه النظام الاقتصادي والاجتماعية السائد في المجتمع.
ويمكن تقسيم العنف الى عدة انواع من اهمها:
العنف ضد المرأة
بحسب المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1993«هو أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة المرأة سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية أو الجنسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.
العنف ضد الأطفال:
هو أي فعل يعرض حياة الطفل وسلامته وصحته الجسدية والعقلية والنفسية للخطر - كالقتل أو الشروع في القتل - والإيذاء - والإهمال - وكافة الاعتداءات الجنسية.
وقد عرفت لجنة الخبراء الاستشارية للمنظمات غير الحكومية الدولية لدراسة الأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال) العنف بأنه «العنف الفيزيائي» «الجسدي» «النفسي» «النفسي الاجتماعي» والجنسي ضد الأطفال من خلال سوء المعاملة أو الاستغلال كأفعال معتمدة مباشرة أو غير مباشرة تؤدي لوضع الطفل عرضة للمخاطر أو الإضرار بكرامته، وجسده، وبنفسيته أو مركزه الاجتماعي أو نموه الطبيعي ،وفي حالات الايذاء البدني فان اكثر صور الايذاء البدني تفشيا هي الضرب المبرح للاطفال بنسبة 21%، يليها تعرض الطفل للصفع بنسبة 20% ثم القذف بالاشياء التي في متناول اليد بنسبة 19% ثم الضرب بالاشياء الخطيرة بنسبة 18% ثم تدخين السجائر والشيشة في حضور الاطفال بنسبة 17%. ومن ابرز صور الاهمال الذي احتل المرتبة الثالثة من اشكال الايذاء التي يتعرض لها الاطفال ، هي عدم اهتمام الوالدين بما يحدث للطفل من عقاب في المدرسة بنسبة 31%. كما ان اعلى نسبة للاطفال الذين يتعرضون للايذاء النفسي بصورة دائمة كانت في المرحلة الابتدائية بنسبة 4ر36% ثم المرحلة الثانوية بنسبة 36% ثم المرحلة المتوسطة بنسبة 30% وفي النمط الثاني من انماط الايذاء البدني فان اعلى نسبة للاطفال الذين يتعرضون للايذاء البدني بصورة دائمة في المرحلة الثانوية بنسبة 4ر28% ثم المتوسطة بنسبة 3ر25%، ثم المرحلة الابتدائية بنسبة 4ر23% اي ان منهم في السنة الاولى من المرحلة الثانوية 15 - 16 سنة تقريبا هم اكثر تعرضا لانواع الايذاء البدني من الفئات الاخرى. وان اكثر فئة من الاطفال الذين يتعرضون للايذاء النفسي هم الايتام بنسبة 70% تلي ذلك الحالة التي يكون فيها الوالدان منفصلين بنسبة 58% في حين يتعرض الاطفال من والدين مطلقين للايذاء البدني اكثر من غيرهم بنسبة 42% وشكل الاطفال المتوفى آباؤهم والذين يتعرضون للايذاء نسبة 6ر23% ثم الحالة التي تكون فيها الام متوفاة بنسبة 8ر18% ثم نسبة 10% للحالة التي يكون فيها كلا الوالدين متوفيين وبمقاربة المستوى التعليمي للام وتعرض الاطفال للايذاء، اتضح ان الاطفال من ام تحمل مؤهلا جامعيا وما فوق يتعرضون للايذاء بنسبة عالية هي 26% حيث يزداد خروج الام المتعلمة للعمل وترك الاطفال في البيت.
ما الدوافع النفسية التي تؤدي إلى حدوث العنف ضد الأطفال ؟
هذه الدوافع النفسية تتمثل في الآتي:
أولاً : تعرض الفرد للاكتئاب الشديد الأمر الذي يدفعه إلى عدم تحمل الأطفال أو الزوجة ، واستيعاب التعامل معهم بهدوء وتفاهم ، وبالتالي يؤدي إلى العنف والعدوانية . ومن الأمراض التي تؤدي إلى العنف وجود التخلف العقلي أو ما يؤدي إليه كالحوادث والصدمات على الرأس وغيرها فالنقص في القدرات العقلية يؤدي إلى كثير من العنف والإساءة وخاصة للأطفال كما أن وجود صفات منحرفة في الشخصية تؤدي إلى العنف مثل صفة الاندفاعية وعدم القدرة والسيطرة على المشاعر والأنانية واللامبالاة وتقلب المزاج والانفعال.
ثانياً : عدم القدرة على التعبير عن المشاعر ووجود الكبت وانعكاسه على الجسد وإظهارها بالعدوانية .
ثالثاً : التربية القاصرة على عدم التعبير عن الذات بأساليب إنسانية راقية كالحوار والمناقشة الهادئة والتفاهم حيث يلجأ الفرد نتيجة تربيته الخاطئة إلى أساليب بدائية.
رابعاً : العقد النفسية التي يمر بها الفرد في طفولته ، والتي تنعكس على تعاملاته مع الآخرين فتدفعه إلى عدم القدرة على التفاهم مع من حوله ، ومحاولة فرض نفسه بالقوة ، واللجوء إلى العنف والعدوانية .كما أن نسبة العنف ضد الأطفال من قبل الأمهات كانت كبيرة ، ويرجع ذلك الى:
1 : اضطراب السلوك سواء في تكوين العلاقات مع الأصدقاء أو الزوجة أو الأبناء الذين يتعرضون للعنف ، فيفقدون مهارات تكوين العلاقات وبنائها والمحافظة عليها . وقد يؤدي ذلك إلى انعزالهم أو فشلهم في الزواج أو الانطواء عند الأبناء .
2 : الجنوح والخروج على القوانين بارتكاب الجرائم الاجتماعية مثل : تخريب الممتلكات والسرقة والاعتداءات الجنسية على الكبار والصغار ، وكذلك تعاطي المخدرات.
3 : اضطراب الشخصية فمن يتعرض للعنف يتولد لديه اضطراب في تكوين شخصيته ، وتنشأ لديه اتكالية على الغير.
4 : العنف الشديد ، وخاصة العنف الجسدي على الطفل ، الأمر الذي يفقده مهاراته وقدراته ويسبب له الشلل أو الكسور أو عدم النمو أو التخلف العقلي .
5 : ضحايا العنف معرضون للقلق والاكتئاب والإحباط وقد يحتاجون إلى علاج طوال حياتهم من هذه الأمراض
وطبقا لتعريف منظمة الصحة العالمية للعام 2002 فان العنف الأسري "هو كل سلوك يصدر في إطار علاقة حميمة ويسبب أضرارا أو آلاماً جسمية أو نفسية أو جنسية لأطراف تلك العلاقة".وأشكال العنف: في إطار العلاقة الأسرية تتحدد في:
*الاعتداء الجسدي، و أعمال العنف النفسي، و العنف الجنسي.
*العنف الذي يشمل مختلف التصرفات السلطوية المستبدة والجائرة كعزل الشريك.
العنف ضد الأطفال عند علماء النفس يخلق جيلا اتكاليا مضطرب الشخصية فهذه العبارة اتفق عليها الكثير من بينهم :
ويمكن اعتبار عام 1962 بداية للدراسات العلمية حول موضوع الإساءة للأطفال ، حيث قام الطبيب الأمريكي كمب وزملاؤه Kemp et al بإجراء أبحاث حول موضوع الإساءة الجسدية للأطفال ، رغم ضيق النظرة التي اقتصرت قي ذلك الوقت علي الحالات السريرية فقط .(Qates , 1986, p.11)
1-مفهوم إساءة معاملة الطفل : Child abuse
إساءة الطفل "هي أي فعل من قبل الآباء أو أي شخص ما أو مؤسسة أو من المجتمع ككل يؤدي إلي حرمان الطفل من المساواة في الحقوق والحرية كغيره من أفراد المجتمع

أو يؤدي إلي عرقلة الطفل وإبعاده عن تحقيق أفضل لتطور ونمو لإمكاناته بالقهر والقوة ". ( محمود ؛ صابر ، 2003).أو هي كل أشكال السلوك اللفظي ، وغير اللفظي التي تؤذي الطفل وتسبب له نوعاً من الألم النفسي أو الجسمي ؛ كما تتضمن كل أشكال الإهمال بالإضافة إلي عدم تلبية احتياجاته . (عبد الحميد ، 2000)،ويكون هذا السلوك عمدي من قبل الوالدين أوالقائمين على رعاية الطفل .( (Helfer & Kemp,1976 ، (Belsky,1993)ويؤدي الى جرح أو إصابة الطفل أو إيذاءه نفسياً أثناء التفاعل أو التنشئة .( إسماعيل ؛ عبدالمنعم ،2000) وقد ينتج عنه وفاته. (Back et al., 2003)، (Spertus et al., 2003).
و توجد العديد من الأنماط الإساءة إلي الطفل يحددها كاشرو (Kachroo,1992) علي النحو التالي :
-الإساءة الجسدية............................. Physical Abuse
-الإساءة النفسية ............................Psychological Abuse
-الإساءة الجنسية ............................ Sexual Abuse
-الإساءة الاقتصادية......................... Economical Abuse
-الإساءة الايدولوجية ...................... Ideological Abuse
-الإساءة السياسية ......................... Political abuse
-الإساءة القانونية ........................ Legal Abuse
وفي الدليل التشخيصي والإحصائي الأمريكي الرابع للاضطرابات العقلية
(DSM-IV-1994,p.) جاء سوء معاملة الطفل تحت تقسيم فرعي وهو المشكلات المتعلقة بسوء معاملة الطفل وحددت أربعة أنماط من سوء المعاملة وهي :
إساءة معاملة الطفل الجسدية
إساءة معاملة الطفل النفسية
إساءة معاملة الطفل الجنسية
الإهمال
وسوف نوضح الأنواع الأربعة من إساءة معاملة الطفل وهي كالآتي :
أولاً: الإساءة الجسدية : Physical Abuse
يعرف شيرر وآخرون (Shearer et al.,1995) الإساءة الجسدية بأنها الضرر البدني الذي يصاب بها الطفل قبل 15 سنة لأكثر من مرة من أحد الوالدين أو كليهما.
ويقصد بها ما يلحق بالطفل من أذى بدني عمدي أو عرضي كنتيجة لسلوك الوالدين أو أحدهما مثل ( الركل بالقدمين – الحرق – العض – الجروح –الخنق – الحرمان من التغذية – الحرمان من النوم -....الخ ) سواء حدث ذلك العقاب البدني غير المناسب عن قصد أو لمحاولة تهذيب الطفل . (مخيمر ، 2004) وهذه الممارسات العنيفة تأخذ اشكال الحروق ، الضرب علي مناطق حساسة من جسم الطفل مثل : الضرب علي الرأس ، العينين ، وتكسير الأسنان ، والكدمات و التجمع الدموي والجروح والخدوش وأيضا تشمل إعطاء الطفل كميات كبيرة من الأدوية ، أو المهدئات لكي يبقي نائماً ، وحبس الطفل فترات طويلة ، واستخدامه للسرقة ، وسوء التغذية .(Kaleita ,1980) ،وقد تكون مباشرة وتشمل كل أنواع العقاب البدني . وغير مباشرة وتشمل لأي فعل يسبب ضرر جسماني مثل سوء الرعاية الصحية ، وتعرض الطفل للحرمان وكذلك الحوادث الخطرة التي تعوق مسيرة نموه إلي الطريق الصحيح . ( كريم ، 1993 ، ص110 ) ولا بد أن يتوافر القصد والنية في فعل الإساءة ، وتكون متكررة . ( أمين ،1999)، وترتبط إساءة المعاملة الجسدية بمستوى الطبقة الاجتماعية التي تنتمي لها الأسرة ، وكذلك نمط شخصية الوالدين ، وتاريخ حالتهم ، فالأسرة الفقيرة وكذلك الريفية تستخدم العقاب البدني أكثر من غيرها ، وكذلك نمط شخصية الوالدين المتسلطين واللذين يمارسان أدوارهما تحت شعار ( العقاب إصلاح وتهذيب ) واعتقاداً منهما في سرعة مردود ونتائج هذا الأسلوب . ( كريم ،1993، ص109) ، كما أن الإساءة الجسدية للأطفال تبدأ من الوالدين ضد أعضاء الأسرة الآخرين خاصة الآباء الذين كانوا ضحايا العنف والحرمان أثناء طفولتهم . (الحديدي ،1997) وهذا النوع من الإساءة أكثر الأنواع شيوعاً( الدفراوي وآخرون ،1992) ،كما أن الإساءة الجسدية أكثر انتشاراً بين الذكور المعاقين حيث أنهم أكثر استهدافاً للإساءة إليهم من غير المعاقين . (Sharifi,1989).
ثانياً : الإساءة النفسية: Psychological Abuse
تعرف الإساءة النفسية بأنها "إحساس الطفل بالرفض وعدم التقبل في المواقف المختلفة من قبل الوالدين أو القائمين علي رعايته و يكون هذا الرفض مقصود أو غير مقصود" Garbarino & Gillian ,1989,p.604) ( ، وما يترتب عليها من ضرر علي سلوكيات الطفل وانفعالاته وصحته النفسية ومعرفته وقدراته (كالتقليل من شأنه أومعايرته بعيوبه أو تجاهله أو السخرية منه ...الخ ) . (مخيمر ،2004) , وهناك نماذج من التعريف بالإساءة النفسية للطفل كنبذ الطفل وعزله في مكان صغير،السلوك الوالدي اللاأخلاقي ،الإساءة اللفظية المتكررة ،تشجيع الطفل علي الانحراف ،تهديد الطفل بالطرد أو العقاب،الإهانة العلنية ،عدم تحقيق رغبات الطفل ومطالبة أو رفضها ،إعاقة النمو الاجتماعي والانفعالي للطفل ،عدم توفير مناخ مناسب للطفل يسوده الحب والأمان . ( Burrnett,1991)
ثالثاً:الإساءة الجنسية : Sexual Abuse
الإساءة الجنسية هي "الاستغلال الجنسي للطفل من أجل إشباع الغريزة الجنسية للكبار عن طريق الاعتداء المباشر ، أو بالتخويف أو عن طريق اللعب ".
( Crosson-Tower ,2002 ,p.66;Helefer et al.,1997,p.44.) ،أو إجباره علي ممارسة النشاطات الجنسية ، دون فهم منهم أو رفضهم لها أو موافقتهم عليها ، أو مشاهدة العلاقات الجنسية والأفلام الإباحية أو التعري أمامهم أو العبث بالأعضاء التناسلية .
(Back et al .,2003) .والإساءة الجنسية غالباً ما تكون نتيجة لشيوع العدوان والعنف داخل أعضاء الأسرة فضلاً عما يصاحب هذا السلوك من آثار نفسية سيئة قد تظل لفترة طويلة في حياة الأطفال . (الرخاوي ،1991،ص 50) .كما انها تكون أكثر انتشاراً لدى عينات الإناث عموماً ، والإناث المعاقات خصوصاً . (Sharifi,1989). وتعتبر أشد أنواع الإساءة الوالدية تأثيراً علي الطفل وسبباً مباشراً في تدمير شخصيته وإصابته بالعديد من الأمراض النفسية والانحرافات المختلفة ؛ وتعد كذلك سبباً مباشراً لحالات الجناح لدى الأطفال والمراهقين فيما بعد .( أمين ، 1999)
رابعاً-الإهمال : Neglect
ويقصد بالإهمال كما تري (عبد الرؤوف، 1989) هو انعدام الاهتمام بشئون الطفل وحاجاته المادية والطبية والتعليمية ، وعدم التواجد النفسي معه في مشكلاته بمعني أن الوالدين قد يكونا حاضرين غائبين في حياة الطفل ولا يستجيبون له ولا يقدمون له العون عند الحاجة ولا يتفاعلون معه بشكل فعال .أو من خلال عدم الاهتمام بغذاء الطفل ونقص الرعاية الصحية والطبية ، وعدم تحمل المسئولية تجاه تعليم الطفل وتحصيله الأكاديمي . ويقصد به كذلك ترك الابن بدون تشجيع لممارسة السلوك المرغوب فيه ، وكذلك دون محاسبة علي السلوك غير المرغوب فيه . ( عطية ، 1995) ، (Morgan,1987)، وعدم توفير الحد الأدنى من الحاجات الجسدية والعاطفية والتقليل من الوقت الذين يقضونه وتجنب العلاقات العاطفية معهم .(Kail ,2001). (Kadushin,1988,p.147) ، ( محمد ، 1997، ص 63) .
3-الانتشار
من خلال الدراسات السابقة تبين أن حوالي 1.6 مليون طفل سنوياً يقعون تحت وطأة سوء المعاملة والإهمال . (Martin,1981,p.83) وأن من بين الأطفال الذين تساء معاملتهم يكون نصيب الإهمال ما يقرب 50% منهم ، وحوالي 25% يتعرضون للإساءة الجسدية ، فيما يتعرض حوالي 15% للإساءة الجنسية ، أما النسبة الباقية وتقدر بحوالي 10% يتعرضون للإساءة العاطفية أو النفسية . (عبد الرحمن ،2000، ص 141)، ووفقاً للإحصائيات الاتحاد الامريكي لحماية الأطفال عام 1986 تشير إلي أن ما يقارب (1726649) طفل تم الإبلاغ عنهم بسبب سوء معاملتهم أو إهمالهم ، وتتضمن هذه الحالات أشكالاً مختلفة من إساءة المعاملة كالجروح ، و الإساءة الجنسية ، والإساءة النفسية ، والحرمان من الضروريات ، وتبين أن هذه الإحصائيات زادت نسبتها عن عام 1976، بفارق 15و8% ، واستناداً إلي المركز القومي للأطفال المساء معاملتهم والمهملين في الولايات المتحدة عام 1994 ، انه قد تم التعامل مع ما يقارب من 1.9-2.9 مليون حالة من حالات إساءة معاملة الطفل في عام 1992، وذلك من خلال مؤسسات خدمات حماية الأطفال . ( بن عبد اللة ،2000). وتشير بعض الإحصاءات إلي حجم تلك المشكلة في المجتمعات الغربية والمجتمع الأمريكي ، حيث أن هناك إحصائيات عديدة تقدمها جهات متخصصة وأن كانت لا تتسم بالدقة ، فطبقاً للمسح الذي قامت به الرابطة الأمريكية لحماية الطفل 1997 اتضح منه أن حالات الإساءة الجسمية كانت تمثل 22% من إجمالي الحالات والإساءة الجنسية كانت تمثل 8% ، والإهمال 54% ، الإساءة النفسية 4% ، والأشكال الأخرى من الإساءة أو الأشكال المختلطة مثلت 12% من الحالات . (مخيمر ،2004) ، وفي إحصائية أمريكية أخرى صدرت عام 1999 من الجهاز القومي لبيانات سوء معاملة الأطفال والإهمال أفادت أن معدلات سوء المعاملة زادت بنسبة كبيرة فأصبحت 12.06% من بين (1000) طفل في عام 1999 بعد أن كانت 11.8% في عام 1998 ، وكانت نسبة الأطفال الذين تعرضوا للإهمال 58% من إجمالي حالات الإساءة ، 21% للإساءة الجنسية ،11% للإساءة الجنسية ، 36% من الأطفال تعرضوا لأنماط متعددة من الإساءة ، وكانت سوء المعاملة أعلي بين الأطفال صغار السن ، ومعظمهم تعرضوا للإساءة غالباً من الأب أو الأم ، وتقريباً(1100) حالة وفاة بين الأطفال ارتبطت بسوء المعاملة والإهمال .(Water,2001,p.32) ، و حول الإساءة الجسمية في جمهورية مصر العربية بعنوان " خبرات العنف ضد الأطفال : الاستخدام الوالدي للعقاب الجسدي ، وكان الهدف من الدراسة هو الكشف عن مدى انتشار العقاب الجسدي كأسلوب لتأديب الطفل في مدينة الإسكندرية وعلاقة هذا الأسلوب بالخلفية الأسرية ، وخصائص شخصية الطفل وسلوكه ، وبلغ حجم العينة 2173 طالباُ وطالبة من المراحل الابتدائية والمتوسطة ، وتراوحت أعمارهم ما بين( 10.5-20) سنة بواقع 61.53% ذكور ، 38.47 % إناث ، وأظهرت النتائج أن غالبية أفراد العينة 74.17% تعرضوا للعقاب الجسدي عموماً ، وأن 25.83% أفادوا أن عقابهم كان قاسياً ، إلي درجة حدوث إصابات وجروح وكسور وإغماء ، بالإضافة إلي أن 22.33% ذكروا إن إصابتهم تطلب علاجاً طبياً . (Youssef et al .,1998) ،وفي دراسة أخري قامت بها حلواني وآخرون بعنوان " عشر سنوات من المراجعة الاستعادية للتقارير الطبية لحالات الإساءة في مستشفيات مختلفة في مدينة الرياض تم رصد حالات الإساءة إلي الأطفال عموماً والموثقة في ستة مستشفيات حكومية وأهلية في مدينة الرياض ، في الفترة من (1991-2000)، وأسفرت نتائجها عن وجود 75حالة يمكن اعتبارها حالات شديدة من الإساءة وكانت نسبة الإساءات الجسمية 76% ، والجنسية 18% ، والإهمال 12% ، وكانت الإصابات في معظمها عبارة عن كدمات ، جروح ، حروق ، عض ، علامات ربط ، كسور في أنحاء مختلفة من الجسم ، حالات تسمم ، واعتداء جنسي ، وكانت نسبة الذكور المتعرضين للإساءة 44% ، في حين كانت نسبة الإناث بلغت 55% ، وكان المعتدي في غالبية الحالات الأم بنسبة 32% ، والأب 14.7%، بالإضافة إلي أن 32% من الحالات لم تدون هوية المعتدي ؛ وأظهرت النتائج أيضاَ أن غالبية الإصابات 81.3% كانت شديدة ، وتطلب بقاء الطفل في المستشفي للعلاج ، كما أوضحت الدراسة أن الإساءة إلي الطفل تزيد في البيوت التي توجد بها تعدد الزوجات ، وأن 71% من الحالات تعرضت إلي إصابات في الرأس والرقبة ومنطقة الفم والأسنان . ومما يؤكد أهمية المعايير الاجتماعية والعادات السائدة في المجتمع في ظهور الإساءة الوالدية هو وجود فروق في نسب انتشارها في المجتمعات المختلفة ، وأشير في موقع أخر من الدراسات الحالية إلي احتمال وجود فروق في مستوي انتشار إساءة معاملة الطفل من حضارة وأخري . (Halawani et al .,2001)
4-الخصائص الديموغرافية ذات العلاقة بإساءة معاملة الطفل :
أ-العمر
أشارت كثير من الدراسات حول العمر الذي تبدأ فيه الإساءة الوالدية ، ونلاحظ أن الدراسات السابقة اختلفت في تحديد بداية ظهور الإساءة الوالدية علي الأطفال ، فأغلب الدراسات تري أن العمر ما بين ( 10-16) .(عبد الرحمن،2000) ، (Eisentein et al .,2000) ، (سيف الدين ،2001)، (Liner,1990 (Worgul,1990) .
أوضحت دراسة حلواني وآخرون ( Halawani et al .,2001) أن نسبة الإساءة تزيد كلما كان عمر الطفل أصغر ، حيث بلغت نسبة الإساءة للأطفال حوالي 57.3% للذين تراوحت أعمارهم أقل من 3 سنوات ، أما الفئة العمريه ما بين (4-6) بلغت نسبة الإساءة إليهم حوالي 22% بمعني أنه يري أن نسبة الإساءة تزيد كلما كان عمر الطفل أصغر . وقد توصل كذلك مالكين إلي أن الوالدين يسيئا إلي الطفل الأصغر أكثر من الطفل الأكبر سناً. ( Malkin ,1990). وتزيد نسبة الأطفال المتعرضين للإيذاء كلما صغرت أعمارهم ، إذ بلغت نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين 66.2% . (آل مسعود، 2000).
ب-الجنس
تناولت الدراسات الفروق بين الجنسين في الإساءة الوالدية واشارت نتائجها الى ان الإناث هن أصحاب القدر الأكبر من الإساءة الوالدية، فكانت نسبة الإناث المتعرضات للإساءة حوالي 55% ،بينما وصلت نسبة الذكور المساء إليهم 44% . (Halawani et al .,2001) (الشقيرات ؛ المصري ،2001) ،( الصويغ ، 2003) ، ( العلي ، 1999)
وهناك دراسات تري العكس فالذكور هم أصحاب القدر الأكبر من الإساءة الوالدية ، ومن هذه الدراسات دراسة ( ياسين وزملائه ،2000) التي توصلت أن إساءة المعاملة الوالدية تختلف باختلاف جنس الطفل ؛ حيث تزداد الإساءة عند الذكور وتقل عند الإناث بالنسبة للمجتمع الكويتي والمصري . ودراسة ( جبريل ، 1989) التي توصلت إلي أن المعاملة الوالدية للذكور تتسم بالتشدد والتسلط والإهمال علي العكس من المعاملة الوالدية للإناث التي تتسم بالتسامح والحماية .ودراسات أشارت نتائجها الى أنه لا توجد فروق بين الجنسين في الإساءة الوالدية ، ومن هذه الدراسات دراسة ( محمد ،1990) ، (الرفاعي ،1994).
أ-العوامل المرتبطة بالوالدين :
تلعب العوامل المتعلقة بخلفية الوالدين دوراً كبيراً في حدوث الإساءة للأطفال ، ونعني هنا الطريقة التي تم معاملة الوالدين بها أثناء طفولتهم المبكرة ؛ حيث كان لهذا الأثر دوراً كبيراً في إظهار الوالدين للإساءة نحو الأطفال بشكل أكثر أهمية من الظروف المعيشية والمستوي الاقتصادي والبناء العائلي ، كما تشير الدراسات إلي أن نوع الإساءة التي يستخدمها الوالدان مع أطفالهم مرتبطة بنوع الإساءة التي تعرضا لها أثناء طفولتهما . (Qates,1986,p.20) . فالآباء والأمهات الذين يقسون علي أطفالهم بالضرب المبرح من الأرجح أن طفولتهم كانت مضطربة يسودها الإهمال أو الرفض أو القسوة والعنف ، حيث كان نصف عدد الآباء والأمهات بل أحياناً ثلاثة أرباع عدد الذين عانوا كأطفال من تربية أسرية تعيسة تسئ معاملة أطفالها وتتسم علاقاتهم بالرفض والقسوة والعنف . (سلامة ،1990، ص184) . ( (Spinetta & Rigler،كما أن الحالة الصحية تعتبر من العوامل التي تسهم في إظهار الوالدين للإساءة نحو أطفالهم ؛ حيث دلت الدراسات إلي أن تعرض الوالدين للمرض والعلل الجسمانية يساعد في زيادة حوادث الإساءة نحو الأطفال . ( (Helfer &Kemp,1976 ،(Belsky,1993) .كما، أن الأطفال الذين يتعرضون لسوء لمعاملة الوالدية غالباً ما يكون بسبب تدني ذكاء الوالدين وعدم نضجهما ونقص قوة الأنا لديهما وإن تعذيب الأبناء هو استمرار لما حدث للآباء في طفولتهم . (كامل ،1991). لذا فإن خبرة العنف الأسري مع الطفل خبرة خطيرة كما أن التطبيع الاجتماعي للوالدين الذي يتسم بالاتجاه العقابي والعنف يسبب ضغطاً واضطراباً لدى الطفل منذ نعومة أظافره وهذا يؤكد بدوره أن الأسرة التي تسيء معاملة أبنائها هي أسرة منحرفة وتقل فيها الألفة والمودة ، فهي أسرة في العادة غير متعاونة وغير متألفة وقد تعاني من اضطرابات نفسية عديدة .( محمود ؛ صابر،2003) . فقد أوضحت بعض الدراسات أن سوء معاملة الأبناء يرتبط غالباً بالحالة المزاجية والوجدانية للآباء .(انظر:حسين ،1987) . كما أكدت الدراسات أن الأبناء المضطربين لديهم أمهات مكتئبات يفتقدن أساليب المعاملة الوالدية السوية . (Zuravin,1993) (Kaslow et al.,1991). ويقمن بإساءة معاملة أبنائهم خصوصاً الإساءة البدنية واللفظية والرمزية . ( ياسين وآخرون ، 2000). (Kashani & Ray ,1985) كما أن الأطفال المكتئبين يكونون عرضة للإهمال وممارسة العنف بحقهم ،وأن لمعظم آباء الأطفال المكتئبين سجلاً من الاضطرابات النفسية وإساءة استعمال العقاقير. كما أن الأعراض الوسواسية القهرية لدى الأطفال يرتبط ببعض سمات الوالدين وخصائصهم السلوكية ، فقد تبين أن هذه الأعراض تظهر لدى الأطفال الذين يميل آباؤهم لتوظيف أسلوب الحماية الزائدة ، أو التدخل الصارم في شئونهم .( Honjo et al ., 1989) . كما تبين أن الآباء العدوانيين يصبح أولادهم عدوانيين ، وهكذا فإن الكشف عن آثار إساءة معاملة الطفل علي شخصية الأبناء يقتضي معرفة البناء النفسي للوالدين . ( كامل ، 1994، ص 45 )، كما أن الأسر المسيئة أقل تواصلاً وجدانياً ، وأقل اتصالاً لحل مشكلاتها وأقل رضاً عن علاقتها بأبنائها وأكثر صراعاً بالنسبة لتنشئة الأطفال وأكثر صراعاً بالنسبة للتفاعل الأسري وأقل تنظيماً وأقل تماسكاً . واكثر في التقدير السلبي للذات ، والشعور بالعزلة ، والصعوبة في تحمل الإحباط ، وعدم القدرة علي تأجيل الطلبات أو الرغبات ، والتوقعات العالية من الأطفال ، واللوم المفرط للطفل ، وتحميله مسئولية مشكلاتهم ، وعدم القدرة علي فصل المشاعر عن السلوك العنيف ، وصعوبة التحكم بالغضب ، والنقص في القدرات الذهنية ، والقسوة والعدوانية ، والاعتماد المفرط علي الآخرين . (مؤمن ،1997) ، ( Crosson -Tower ,2002,p.86).
ويشير المسح النفسي الذي أجراه فرانكلين أن آباء وأمهات الأطفال الذين تساء معاملتهم غالباً ما يتجنبون التعامل مع الطفل ،كما أنهم عادة ما يتحدثون عن أخطائه . ولا يهتمون به سواء في ملبسة ، وغذائه ، أو مرضه ، وإن أباء وأمهات هذا الصنف من الأطفال يتصفون بعدم النضج الانفعالي وإيثار العزلة ، والعجز عن الاستمتاع بالحياة ، وانخفاض تقدير الذات وجهلهم بمفاهيم ( الطفولة ، الأبوة ، الأمومة )
.( Franklin, Bentovim ,1991; 1977,p.111) ، كما ترتبط الإساءة للطفل بتعاطي أحد الوالدين للكحول أو المخدرات .( Muller & Diamond ,1999) ،
أو يكون عاطلاً عن العمل ، ويعيش حياة أسرية مضطربة ، غير مستقر في سكنه أو وظيفته ، أو يكون هو نفسه ضحية للإساءة عندما كان صغيراً ، كما أن الفقر ليس بالضرورة مرتبطاً بالإساءة . (Crosson-Tower,2002,p.94)،و لا يشعرالوالدين أو أحد مننهم بالحرج أو الذنب عندما يسيئون معاملة أبنائهم ، ويعانون من الأعراض الاكتئابية ، والاضطرابات العقلية والانفعالية ، وأقل حظاً في الحصول علي المساندة والدعم الاجتماعي ، بالإضافة إلي كثرة عدد الأطفال في الأسرة .
(Kolko,1996 ;Kinard ,1996 ; Muller ,1995;Egami et al .,1996)
و يلعب سن الوالدين دوراً هاماً في الإساءة إلي الأبناء ؛ حيث يعاني الوالدين المراهقين أو الأصغر سناً من صعوبة في فهم متطلبات واحتياجات أبنائهم ، وافتقارهم للكثير من الخبرات والمهارات التي يستطيعون من خلالها التعامل مع أبنائهم . (Belsky,1980) (Mary;Cheryi,1994) ،فالأمهات المراهقات هن أكثر فئة تقوم بالإساءة لأطفالهن حيث تتعارض لديهن الرغبة الداخلية في تحمل المسئولية والأمومة وحب الأطفال ، إضافة إلي افتقارهن الأعداد السليم للقيام بأدوارهم تجاه أطفالهن .
ب-ترتيب الطفل
الترتيب الميلادي له دور كبير في المعاملة الوالدية ؛ حيث تبين أن الطلبة الذين كان ترتيبهم في الأسرة الأول يعاملون من قبل الوالدين بكل صرامة وتسلط ، في حين ذكر الطلبة الذين كان ترتيبهم الثاني أو الأخير في الأسرة أن الوالدين كانوا أكثر تسامحاً معهم ، أي أن الترتيب الميلادي للطفل يتأثر بالمعاملة الوالدية ، والطفل يري الوالدين علي أنهما أكثر سيطرة وتسلطاً من الأطفال الآخرين ذوى الترتيب الثاني . (Waren,1991) كما إن الأطفال الأكثر عرضة للإساءة هم الأطفال الذين تسبب ولادتهم ضغطاً وتوتراً ، أو صعوبة في التربية مثل الأطفال المولودين قبل موعدهم ، أو التوائم ، أو الطفل الذي يولد نتيجة حمل غير مرغوب فيه لأسباب اقتصادية أو اجتماعية ، أو الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، أو الطفل صعب الإرضاء ، كثير البكاء ، أو الطفل البطيء ، أو المشاكس الذي لا يستجيب بسهولة للتعليمات ، أو أن تكون ولادة الطفل ترافقت مع مرور الأسرة بأزمة مادية أو نفسية أو فقدان لأحد الوالدين . ( الدخيل ، 1997)
وهناك صفات كثيرة تجعل التعامل مع الطفل صعباً ، ومن هذه الصفات أن يكون الطفل مصاباً بإحدى الإعاقات الجسمية أو البصرية أو السمعية أو التخلف العقلي ، والعجز العصبي بالإضافة إلي النشاط الزائد ، ونقص القدرة علي الإدراك ، وحالات اضطراب النمو. (Bittener & Newbwger,1981,p.197). فهناك فروق بين المكفوفين والعاديين من حيث الوقوع كضحايا للإساءة فالمراهقين من ذوي الإعاقة البصرية أكثر عرضة للإساءة النفسية واللفظية من المبصرين ، كما انهم أكثر عرضة للوقوع كضحايا لأنواع أخرى من الإساءة تشتمل علي محاولات القتل والإساءة الجنسية والإساءة الجسدية وأنهم أكثر عرضة للمخاوف والقلق . (Rounds,1996) ، كما أن الأطفال الذين لديهم عادت غير منظمة للنوم أو الآكل ، عادة ما يصيبون والديهم بالإحباط ، ويكونون أكثر عرضة للإساءة الوالدية ، و المراهق الذي يتحدى سلطة الوالدين والمتقلب المزاج يتعرض أكثر للإساءة من قبل الوالدين .( عبد الرحمن ، 2000،ص140) ، وفشل الطفل في الإيفاء بهذه التوقعات يولد غضباً وإحباطاً يتم التعبير عنه بعنف ضد الطفل عن طريق الإساءة ، وفي هذه الأسر كثيراً ما يختلط مفهوم التأديب بالعنف كوسيلة للحصول علي طاعة الطفل وإخضاعه لتحقيق توقعات الأهل .(Helfer et al ,1976,p.55)
ج- العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية:
أن الأسر التي يحدث فيها سوء معاملة للأطفال هي أسر من مستويات اجتماعية واقتصادية وتعليمية مختلفة ، غالباً ما تخبر مشكلات متعددة من سوء التوافق الزواجى أو التصدع الأسري أو اضطراب نظام العلاقة بين الوالدين والأبناء ، ولكن غالباً ما يلاحظ أن الوالدين يعوزهما التمكن من المصادر و المهارات اللازمة للحلول الفعالة لتلك المشكلات كما تعوزهما مهارات الوالدية الفعالة ، بل وربما يعانون من اضطرابات نفسية . (منصور ،2001) ، وتحدث الإساءة الوالدية للأطفال بين كل الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة ، ولكن اتضح أنها تنتشر أكثر أو تكون بارزة بين الأفراد الذين لديهم ضغوط أو معاناة اقتصادية ، ففي أمريكا وجد أن الأطفال الذين ينحدرون من أسر لديها ضغوطاً اقتصادية يتعرضون لإساءة المعاملة سبعة أضعاف الأطفال الذين ينحدرون من مستويات اقتصادية مرتفعة . ( عبد الرحمن ،2000، ص 137). فالمعاناة الاقتصادية لها أثر سلبي علي العلاقات الأسرية و الزواجية مما يؤثر علي كفاءة الوالدين والتي تنعكس بدورها علي الأبناء ، حيث تجعل الوالدين أقل شعوراً بالكفاية وأكثر رفضاً للأبناء مما يعرض الأبناء للمشكلات السلوكية والنفسية وخاصةً القلق والاكتئاب .
(Merten & Lewinsohn,1995) ، (Conger et al .,1992) ،كما أن عدم الأمن الاقتصادي وعمل الأم وعدم استقرار الظروف الحياتية ، قد تثير صراعاً بين حاجات الوالدين ، ومثل هذا الصراع يستنفذ قدرة الأم علي مواجهة المشكلات الأمر الذي يضعف من شعور الطفل بالكفاية ، كما يزيد من احتمال تعرضه للاضطرابات النفسية . (Waters,1980,p.45) وهناك علاقة بين تعرض الطفل للقسوة والوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ؛ فآباء وأمهات الطبقة الفقيرة أكثر استعمالاً للعقاب البدني المبني علي الطلبات القاطعة دون شرح أو تفسير مقارنة بآباء وأمهات الطبقة المتوسطة ؛ حيث يستعملون أساليب تتسم بالشرح والتفسير والتسامح والثواب ، أي أن هؤلاء آباء الطبقة المتوسطة أكثر ميلاً للإيجابية مع أبنائهم .( الكتاني ، 2000 ، ص 86) .
وبالنسبة للعامل التعليمي تبين أن المستوي التعليمي المرتفع للوالدين يرتبط ارتباطاً موجباً باتجاه السواء في معاملة الأبناء ، وعلي العكس منهم الوالدان ذوى المستوي التعليمي الأقل الذي تبين انهم يستخدمون أسلوب التسلط والإهمال ، الحماية الزائدة ، والقوة إلي جانب التدليل . (القرشي ،1986)
د-حجم الأسرة :
ويعد حجم الأسرة من المتغيرات ذات الصلة بالمستوي الاجتماعي الاقتصادي الأسري فوجود الوالدين وعدد معقول من الأبناء يتناسب وإمكاناتها الاقتصادية واستعداداتها النفسية برعايتهم الصحية والنفسية والاجتماعية يعد من أهم شروط المناخ الأسري الملائم لنمو الأبناء نمواً سليماً ، فطفل الأسرة كبيرة العدد ، أي التي يفوق عدد أفرادها ما يتاح لهم من ظروف وإمكانات وفرص النمو السليم في نطاقها ، غالباً ما يكونون أكثر عرضة للتجاهل والإهمال والإساءة الجسدية من قبل والدية ، والحرمان من إشباع حاجاته الأساسية ، مما قد يؤثر سلبياً علي نموه ، ويرسب في نفسيته مشاعر الإحباط والقلق والدونية والحقد والكراهية والظلم . ( عبد الغفار وآخرون ،1997، ص 84) . وكلما زاد عدد أفراد الأسرة وكثرت مسؤوليات الأم أدى ذلك الأمر إلي قلة الاهتمام بالطفل نتيجة انشغال الأم بأمور متعلقة بالأسرة . (Bullock,1988)، (Gecas,1974)، .( العبد الغفور ؛ إبراهيم ،1998) ،(Junewicz,1983)
7-أساليب المعاملة الوالدية :
تتباين أساليب المعاملة الوالدية بين الثقافات كما إنها قد تتباين أيضا في إطار المجتمع الواحد وفي إطار ثقافة أصلية واحدة ؛ وذلك يرجع لعدة عوامل من بينها تعدد الثقافات الفرعية واختلاف مستويات التعليم عند الآباء والأمهات واختلاف المستويات الاقتصادية للأباء والأمهات ، وتعدد الأديان والأعراق واللغات والقيم وغير ذلك من العوامل والمتغيرات المرتبطة بعمليات الإساءة بما في ذلك أسلوب المعاملة الذي تلقاه الآباء والأمهات أنفسهم خلال الطفولة في إطار العائلة والمدرسة .(عشوي ،2003)
ومن الشائع أن معظم الأسر تقوم بتربية أبنائها وتنشئتهم دون معرفة وافية أو تدريب كافي بأساليب التنشئة الاجتماعية الصحيحة ، فالأمهات كثيرا ًما يقمن بتنشئة أطفالهن وفقاً لغريزة الأمومة أو بما لديهن من حب طبيعي نحو صغارهن ، إلا أن الجهل ونقص المعلومات بأساليب التنشئة يؤديان إلي نتائج سيئة في تكوين الطفل خلال مراحل نموه ، وفي هذا الصدد يشير فروبل إلي أن تربية الأطفال تصعب وتنعثر في المراحل المختلفة بسبب إهمال تنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة في مرحلة الطفولة المبكرة ، كما يؤكد أنه لكي يتجه نموهم اتجاهاً سليماً وتصلح تربيتهم مستقبلاً لا بد أن تبدأ بداية صحيحة بحسن رعايتهم وتعهدهم منذ نعومة أظافرهم . (العبد الغفور ؛ إبراهيم ،1998)
فتتم عملية التنشئة الاجتماعية –كما ذكرنا سابقاً في داخل الأسرة ، ويقع علي عاتق الوالدين القسط الأكبر من هذه العملية كما تتم هذه العملية التربوية من خلال تلك العلاقة التي تنشأ بين كل من الوالدين والطفل ، وذلك باستخدام الطرق والأساليب المختلفة من قبل الآباء تجاه أبنائهم ، والتي تتفاوت من أسرة لأخرى أو بين الوالدين أنفسهم داخل الأسرة الواحدة ، وقد اهتم الكثير من الباحثين في مجال علم النفس بدراسة الطرق والوسائل المختلفة التي تستخدم في عملية التنشئة الاجتماعية ، ولكن الصعوبة التي تعترض الباحثين هي تحديد الأنواع المختلفة لأساليب المعاملة الوالدية والتي يصعب حصرها لتعددها ، واختلاف وجهات النظر حول أنسب الطرق التي يجب أن يتبعها الوالدين مع الطفل لكي يتمتع بتوافق نفسي واجتماعي ، وحتى تكون شخصيته سوية خالية من أي اضطرابات ، ولكي يتفق الجميع حول أهمية هذه الأساليب وتأثيرها علي الطفل وتوافقه مع المجتمع . (عطية ،1995)
فأسلوب معاملة الوالدين للأبناء يؤثر بشكل فعال علي النواحي المختلفة في شخصية الأبناء فنجد أن أسلوب معاملة الوالدين الذي يتسم بالحب والتقبل والسماحة والديمقراطية من شأنه أن يؤثر إيجابياً علي شخصية الأبناء كذلك أسلوب معاملة الوالدين الذي يتسم بالنبذ والرفض والتشدد من شأنه أن يؤثر علي شخصية الأبناء ويظهر بعض أشكال من السلوك غير المرغوب فيه .( Back et al.,2003)
فقد يختلف أسلوب معاملة الوالدين من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى ومن ثقافة لأخرى ومن مجتمع لآخر ، قد يتبع البعض أسلوب التشدد والصرامة الزائدة ظناً أن هذا الأسلوب هو الأمثل في تنشئة الابن والبعض الأخر قد يتبع أسلوب العطف والحماية الزائدة ظناً أن هذا الأسلوب هو الأمثل .( حلوة ، 1997) . ومن هنا ترى ميريل Merrill,1963 أن أساليب المعاملة الوالدية لا تترك لإبداع الوالدين بل أنها تعتبر جزء من الثقافة السائدة وكذلك تعتبر عاملاً أساسياً في توجيه شخصية الفرد وتشكيلها وأن الشخصية نتاج هذه الأساليب . (نعيمة ، 1993) . فهناك عوامل أخري متعددة تؤثر في أساليب المعاملة في الوسط الأسري ، ومن ذلك المستوي التعليمي للوالدين ومستواهما الاقتصادي والاجتماعي وبيئتهما الحضرية أو البدوية ( الريفية ) وتدينهما وبالأسلوب التربوي الذي نشأ عليه . (عشوى ،2003)
وتتنوع أساليب المعاملة الوالدية بتنوع مستوي تلك الأسر ، كما تتنوع في إطار الأسرة الواحدة حسب كل موقف يقفه الابن ، وقد تباشر المعاملة من كلا الوالدين أو أحدهما بصورة دائمة أو متقطعة ، وعلي جميع الأطفال أو علي بعضهم ، وبشكل مقصود أو بصورة عفوية وتأخذ اتجاهات التنشئة أبعاداً مختلفة . ( هنداوي ، 1991)
فعلي المستوي العربي فقد قامت عدة دراسات لتحديد أهم أبعاد لأساليب المعاملة الوالدية نتعرض لبعض منها :
فقد حددت (يوسف ، 1980) عشرة أبعاد لأساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الأبناء وهذه الأبعاد هي : التقبل – الرفض ، التسامح – التشدد ، الاستقلال – التبعية ، المبالغة في الرعاية – الإهمال ، الضبط من خلال الشعور بالذنب – عدم الاتساق في المعاملة . في حين قسم محمد عماد الدين إسماعيل وآخرون 1967 أبعاد المعاملة الوالدية إلي بعض الأبعاد الفرعية ، وسنركز هنا علي أبعاد الإساءة في المعاملة ومنها :
1-الإهمال
2-القسوة
3-إثارة الألم النفسي
4-التذبذب
5-التفرقة ( عطية ،1995)
وفي هذا الصدد تؤكد (قناوى ،1991 ، ص 83) علي أهمية أساليب المعاملة الوالدية في التنشئة الاجتماعية للطفل بالنسبة لتكوين شخصيته ؛ حيث تعتبر أن الأساليب الوالدية غير السوية مثل اتجاه التسلط – الحماية الزائدة – الإهمال – التدليل – إثارة الألم النفسي – القسوة –التذبذب – التفرقة ، تؤثر تأثيراً كبيراً في حياة الطفل وفي تشكيل الشخصية غير السوية ، كما تؤكد أن الأسلوب السوي في المعاملة الوالدية هو من الجوانب الإيجابية في التنشئة الاجتماعية ، والتي تجعله يتمتع بصحة نفسية وشخصية سوية منتجة ، ومن هذه الأساليب – مساعدة الطفل على فهم ذاته والاستبصار بقدراته واحترامها ، بالإضافة إلي البعد عن الاضطرابات العائلية والشحنات الانفعالية الزائدة حنى يتوفر جو أسرى يساعد علي تنمية شخصية الطفل السوية ، والبعد به عن الصراعات والتوتر النفسي .
وحدد لنا كل من (كامل ؛ محمد ،2002، ص9) عدد من الأساليب غير السوية والتي تؤدى بدورها إلي إساءة معاملة الطفل : وهي كالآتي :
الحماية الزائدة
والذي يعبر عن الخوف الدائم والقلق عند الوالدين تجاه أبنائهم ، الأمر الذي يجعلهم يتولون مهمة القيام بالواجبات والأدوار التي يجب أن يقوم بها الطفل أصلاً ، وتشير الدراسات والبحوث في هذا الصدد إلي أن الطفل الوحيد أو الطفل الأخير أو الطفل الذكر ، أو الطفل الذي يأتي بعد فترة طويلة من الزواج – يحظى بنوع متميز من الرعاية والحماية الزائدة .(العبد الغفور ؛ إبراهيم ،1998) . ويترتب علي ممارسة هذا الأسلوب أن يشعر الطفل أن أخطار الحياة التي يحميه منها الوالدان والتي يزداد قلقهما منها هي أخطار أكبر مما هي في الواق

https://fakhrany.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى